منذ بداية جائحة كوڤيد-19، توجهت العديد من الشركات في أسلوب عملها نحو العمل الهجين أو توظيف العاملين عن بعد. وهي الآن ولأول مرة تجني ثمار هذا التبديل.

رغم إفادة التقديرات الأولى بقصر أجل هذا الاتجاه العصري الجديد وتوقع انتهائه مع تلاشي الوباء، أصبح من الواضح الآن أن العمل عن بُعد ثابت لن يتزحزح.

زاد عدد العاملين عن بعد بنسبة 115٪، ومن المتوقع خلال السنوات العشر المقبلة أن تشكل نسبة العاملين عن بعد أكثر من 38٪ من جميع الموظفين بدوام كامل. فقد يكون العمل عن بعد مستقبل التوظيف بالفعل.

إذن، ما سر انتشار العمل عن بعد؟ فائدته لأرباب العمل. وتشمل الفوائد:

  • حرية اختيار زمان ومكان العمل (في بعض المناصب والشركات)
  • عدم ضياع الوقت في السفر
  • امتلاك مساحة عمل شخصية
  • لكن، قد تتساءل كيف يوفر العمل عن بُعد المال للشركات أو ما إذا كان مناسباً لمكان عملك.

أعرب العديد من أرباب العمل في السابق عن قلقهم بشأن توظيف عمال عن بعد، لخوفهم من عدم إتمام الموظفين لمهامهم من غير إشراف أو تعذر الوصول إليهم عند الضرورة.

في الواقع، إدارة فريق عن بعد اليوم أسهل من أي وقت مضى. حيث يمكن للفرق التواصل حتى بوجودهم في أماكن مختلفة، بالاعتماد على الأجهزة الحديثة كشاشات العرض التفاعلية والبرامج مثل ‘تريلو’ و ‘سلاك’ التي تساعد في تنظيم العاملين عن بُعد.

بالإضافة إلى ذلك، يعود العمل عن بعد بفوائد لا تصدق على أرباب العمل. وتمتد تلك من توفير المال المُنفق على العقارات المكتبية إلى خلق شعور بالحرية بين العاملين. ستُشرح أهم 10+ منها ضمن هذا المقال.

فوائد العمل عن بعد لأصحاب العمل

Benefits of Remote Work for Employers

قد تنفذ المنظمات سياسة العمل عن بعد لعدد من الأسباب الواقعية، بما في ذلك الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

لتأخذ نظرة عامة، سنقدم إليك أهم عشرة فوائد للعمل عن بعد على أرباب العمل وفقاً لأبحاثنا:

  • زيادة الإنتاجية

بينما تتخوّف العديد من الشركات من قلة إنتاجية العاملين من المنزل، يجد كُثرٌ أن العكس هو الصحيح. حيث يمكن للموظفين إنشاء مساحة عمل مريحة وهادئة في منازلهم، وقد تتفوق هذه البيئة في ملاءمتها للإنتاجية على المكتب التقليدي بفارق كبير.

في بعض المهن، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، يضطر الموظفون للعمل في “كتل” وقد يحتاجون إلى التركيز لفترات طويلة. مما يجعل وجود مكان خاص خالٍ من المشتتات أمراً جوهرياً، ولهذا السبب يعد العمل عن بُعد اعتيادياً ضمن هذه القطاعات.

  • توظيف أسهل ووصول أوسع إلى المواهب

عادة ما توظف الشركات حصرياً من يمكنهم التواجد شخصياً في المكتب. ما لم يكن عملك متميزاً، فأنت في مواجهة منافسين يمتلكون الوسائل المالية للمزايدة عليك وتقديم ميزات أكبر أو التفوق عليك. فقد يصعب على الشركات خارج نطاق المدن الكبرى العثور على موظفين.

يمكن للشركات التي تشجع العمل عن بُعد والتعاون عبر المناطق الزمنية المختلفة التوسع عبر العالم بأسره.

من المحتمل ألا يقدر المرشح الأنسب للوظيفة نقل مكان إقامته إلى مكتبك وقد لا يرغب بذلك. لكن بتوظيف المواهب البعيدة، يمكن العثور على أكثر مرشح ملائم للوظيفة بسهولة.

للموظفين الذين يمتلكون خيارات العمل عن بعد حظ أكبر من السعادة والمشاركة.

  • الاحتفاظ بالموظفين:

قد يظن الناس عكس هذا، لكن للتوظيف عن بُعد فوائد عديدة فيما يتعلق بالاحتفاظ بالعاملين. يعود هذا لعدة عوامل:

  • أولاً، لا يكلفك انتقال موظف من الشركة أي نفقات.
  • يزيد الحمل في المراحل الأولى من الأمومة من احتمالية استمرار الموظفات في العمل (حتى لو قللوا من ساعات عملهم).
  • أخيراً، يتطلب موظفو اليوم مرونة وظيفية أعلى، وخاصة جيل الألفية.

ستساعدك هذه العوامل في الاحتفاظ بالموظفين المدربين لفترة أطول.

  • زيادة المسؤولية الاجتماعية للشركات:

حظيت المسؤولية الاجتماعية للشركات بمزيد من الاهتمام مؤخراً. ولم يأتِ ذلك عبثاً، نظراً لوجوب تصرف الشركات بشكل أخلاقي ومستدام.

على سبيل المثال، يمكن الآن خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الأسفار التجارية. لذلك يعد السماح بالعمل من المنزل وسيلة ممتازة للشركات لتخفض تأثيرها الضار بالبيئة.

  • فعالية أعلى من حيث التكلفة

كما ذُكر، فإن إحدى أهم مزايا العمل عن بعد لمديري الأعمال هو خفض التكاليف. يمكن للشركات توفير مبلغ معتبر من المال من خلال السماح للموظفين بالعمل من المنزل، ذلك لعدم الحاجة لاستئجار أو ترميم عقار مكتبي.

وبالنظر إلى ارتفاع تكلفة الطاقة، فمن المحتمل أن يلعب هذا دوراً أكبر في المستقبل.

  • استعداد أفضل للكوارث

بوجود طاقم عمل دائم عن بعد، يمكن لشركتك الاستمرار بالعمل عند حدوث كارثة طبيعية أو حالة طوارئ إقليمية أو عالمية أو جائحة. لذلك، يعد توفير الأساسات الداعمة للعمل عن بُعد وإنشاء خطة لمواجهة الكوارث من الممارسات الضرورية لإدارة المخاطر، حتى إن لم يكن طاقمك بأكمله يعمل عن بعد.

يعد ضمان إمكانية عمل الموظفين من المنزل أمراً حاسماً للحفاظ على مستوى تأهب مناسب للكوارث. وقد يكتشف فريقك أن التعاون عن بُعد أكثر فاعلية من العمل في مكتب مفتوح.

  • زيادة القدرة التنافسية

بعد عولمة الاقتصاد، أصبح واجباً على الشركات التنافس مع منظمات من جميع أنحاء العالم. ولتحقيق تكافؤ في الفرص واستقطاب المواهب المتميزة من كل مكان، فعلى الشركات توفير وظائف عن بعد.

أمست الحاجة لهذا ملحة أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً مع التحول الرقمي الحاصل في الآونة الأخيرة، حيث تنهار الشركات إن لم تتحلى بالمرونة والذكاء الكافيين.

  • الفوائد الاجتماعية: التعرف على أشخاص من جميع أنحاء العالم

في حين تُرافق العمل عن بُعد غالباً سمعة سيئة بأنه يشجع العزلة، إلا أنه من الممكن التواصل افتراضياً مع أفراد من جميع أصقاع الأرض.

يمكن للثقافات المختلفة التعلم من بعضهم البعض وتبادل الأفكار التي قد تفيد الجميع، ويتحقق هذا بوجود طاقم دوليّ. وعلى الرغم من أن المكتب الافتراضي هو مكان عمل، فلا يزال ممكناً تنمية الصداقات ضمنه، مما يعزز الإنتاجية والرضا الوظيفي.

  • تقليل الغيابات

يعد التغيب عن العمل قضية مهمة لكل من الموظفين وأصحاب العمل. مع أن العمل عن بعد مفيد في هذا الشأن، لكن لا مفر غالباً من المرض أو المواعيد الطارئة. لكن يمكن تقليل التغيب المرتبط بالمواصلات عن طريق تعيين طاقم يعمل عن بُعد.

غالباً ما يكره الموظفون التنقل من وإلى العمل، حيث يعتبر كثرٌ التأخير أسوأ من تخفيض الأجور.

نظراً لعدم اضطرارهم الاستعجال للحاق بقطار بعد يوم متعب، فقد يكون العاملون عن بُعد أكثر استعداداً للبقاء خمس دقائق إضافية لإنجاز أي واجبات متبقية. وقد يسبب غياب الحاجة للتنقل زيادة في حماس أرباب العمل لبدء يومهم أبكر من المعتاد.

  • التكنولوجيا

مع التكنولوجيا الحديثة، لا تستطيع الشركات خلق أي عذر يمنعها من توظيف طاقم عن بعد. حيث تتوفر للموظفين جميع التطبيقات التي يحتاجون لأداء عملهم، ذلك بفضل شبكة الإنترنت ومنصات العمل الرقمية الممتازة. علاوة على ذلك، يمكن زيادة إنتاجية أي عامل عن بُعد باستخدام مجموعات التعاون (مثل ‘مايكروسوفت 365’ أو ‘غوغل وورك سبايس’) وتطبيقات المراسلة وبرامج إدارة المهام ونظم الشبكات الداخلية والعديد من أدوات التعاون الرقمي الأخرى.

ليس هنالك مبرر للتواجد في المكتب. حيث يمكن للشبكة الداخلية الحديثة أن تتضمن ملفات تعريف الموظفين وأدوات التواصل الاجتماعي، مما يزيد من جاذبيتها.

  • تقليل الحاجة للامتيازات والعقارات المكتبية:

يخف العبء عن أرباب العمل بخصوص تقديم المزايا الوظيفية عند تشغيل فرقٍ عن بُعد أو عددٍ من المتعاقدين المستقلين. ليست الشركات ملزمة بتقديم خطط معاشات تقاعدية لعامليها المستقلين؛ وبالتالي، فمن المحتمل أن يرتبوا تأميناتهم الصحية وما إلى ذلك بأنفسهم.

سيدفع أرباب العمل مبلغ أقل -أو لا شيء- مقابل العقار المكتبي، وهي إحدى أكثر المزايا البديهية للعمل عن بُعد. حيث يعد استئجار أو شراء مساحة مكتبية أمراً مكلفاً، ولكن ترميم وصيانة مكتب داخلي تنطوي على تكاليف أكبر حتى.

ولا ننسى فواتير المياه والكهرباء، بالإضافة إلى مصاريف شبكة الوايفاي. بمعنى آخر، قد تبلغ المصاريف المكتبية الموفرة أرقاماً هائلة. وبطبيعة الحال، يزيد أي تخفيض في النفقات من إيرادات الشركة!

  • اجعل عملك على مدار الساعة

بالإمكان إنجاز العمل على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع، ليس فقط خلال ساعات العمل المعتادة حيث يقع مقر فريقك الرئيسي، وتلك إحدى مزايا تعيين موظفين عن بُعد.

يخدم هذا خصوصاً الشركات التي تقدم خدماتها على الإنترنت لقاعدة عملاء واسعة. غير أن توظيف مراسلين من مناطق زمنية متنوعة يضمن تواجد أحدهم للرد على الأسئلة ومعالجة المشكلات على الدوام.

في الختام 

تكثر الفرص في بيئة العمل الحديثة، خاصةً لمن هم على استعداد للتغيير واستغلال مزايا العمل عن بُعد.

ستتجه العديد من الشركات نحو العمل عن بُعد خلال السنوات القليلة المقبلة، وقد تبناه عدد ليس بقليل منهم بالفعل. فما الذي يمنعك إذن من ضمّ بعض العاملين عن بعد إلى فريقك إذا كنت تؤمن أن ذلك سيصبّ في مصلحة أعمالك؟ فقد تكون أفضل خطوة للمضي قدماً في عملك!

أسئلة شائعة 

  • هل يفيد العمل عن بعد أصحاب العمل؟

يعود العمل عن بعد بفوائد عديدة على أصحاب العمل، بما في ذلك توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية، وخفض تكاليف إيجار المكاتب والمرافق، وزيادة القدرة التنافسية في سوق العمل، وتأمين تجربة أفضل للموظفين. 

  • كيف يساعد العمل عن بعد الشركات؟ 

يفيد التوظيف عن بُعد الشركات من خلال خفض نفقات التشغيل، وتوسيع مجال المواهب، وتحسين القدرة التنافسية في سوق العمل، والتقليل من توقف الأعمال الناجم عن طفرات كوڤيد-19.

  • كيف تقرر ما إذا كان ينبغي لشركتك أن تسمح بالعمل عن بعد؟

يعتمد قرار توفير العمل عن بُعد على عدة متغيرات، بما في ذلك عائد الاستثمار لهذا التغيير (ROI)، وما إذا كانت شركتك تمتلك البنية التحتية التكنولوجية اللازمة لتمكين العمل عن بُعد، وموقف الموظفين من العمل عن بُعد.

لربما حان الوقت للتفكير بجدية في تمكين العمل عن بُعد في حال كانت شركتك مستعدة لرؤية عائد استثمار كبير من هذا التغيير، ولديها البنية التحتية التكنولوجية لدعمه، ورغبة الطاقم بالعمل عن بُعد.

  • هل العمل من المنزل أقلّ تكلفةً؟ 

ستحدد طبيعة عملياتك ما إذا كان العمل عن بُعد أقل تكلفة لشركتك أم لا. لكن قد يساعد الانتقال إلى العمل عن بُعد أرباب العمل في توفير المال المُنفق على استئجار العقارات المكتبية والكهرباء والسفر. ونظراً لتوافر حلول عمل هجينة وأخرى عن بعد، يمكن للشركات تقليل المساحة المكتبية أو التخلص منها تماماً.

 

مصنفة في: